ومثله ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ﴾ أَعاد (أَنَّ) لمّا طال الكلام.
قوله :﴿وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا﴾ وفى النمل :﴿وَلاَ تَكُنْ﴾ بإِثبات النون.
هذه الكلمة كثر دَوْرها فى الكلام فحذف النون فيها تخفيفاً من غير قياس بل تشبُّها بحروف العلَّة.
ويأتى ذلك فى القرآن فى بضعة عشر موضعا تسعة منها بالتاءِ، وثمانية بالياءِ، وموضعان بالنون، وموضع بالهمزة.
وخصّت هذه السورة بالحذف دون النمل موافقة لما قبلها وهو قوله :﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ﴾ والثانى أَن هذه الآية نزلت تسلية للنبى ﷺ حين قتل حمزة ومثِّل به فقال عليه السلام : لأَفعلنَّ بهم ولأَصنعنَّ، فأَنزل الله تعالى :﴿وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾ فبالغ فى الحذف ليكون ذلك مبالغة فى التسلِّى، وجاءَ فى النمل على القياس، ولأَن الحزن هنا دون الحزن هناك. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٢٨٠ ـ ٢٨٧﴾