فيا سيد الرسل اذكر لقومك هذا ليتذكروا ويتدبروا من الآن "وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ" في الدنيا يوم القيامة في الموقف "قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ" فاسألهم يا رب وخذهم كما أوقعونا في العذاب وانتقم لنا منهم لإغرارهم إيانا بالدنيا بأنهم يشفعون لنا في هذا اليوم، ولما أسمع اللّه كلام العابدين إلى معبوديهم الذين اشاروا إليهم من الأصنام وغيرها "فَأَلْقَوْا" أجابوهم بصنف حالا دون رؤية وتأمل فرموا وطرحوا "إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ" نبذوه نبذا وهو جملة "إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ" ٨٦ بذلك لأنكم لم تعبدونا ولم تشركونا مع اللّه بالعبادة ولم نتعهد لكم بالشفاعة، ولا يقال إنها جماد لا تنطق لأن اللّه الذي بعثها وأعادها في الآخرة خلق فيها قوة النطق لتكذيب عابديها وترد عليهم "وَأَلْقَوْا" العابدون لما سمعوا منها ذلك "إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ" يوم كذبتهم أوثانهم وتبرأت منهم "السَّلَمَ" الاستسلام لحكم اللّه تعالى إذ أيسوا مما كانوا يرجونه "وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ" ٨٧ في الدنيا من أنها تشفع لهم، لأن الأوثان بعد أن ردت عليهم بما ذكر اللّه ولوا عنهم وغابوا لئلا يروهم مرة ثانية كراهية لهم ونفورا منهم "الَّذِينَ كَفَرُوا" بأنفسهم "وَصَدُّوا" غيرهم "عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" فمنعوهم عن الإيمان به "زِدْناهُمْ" بسبب صدهم غيرهم "عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ" الذي استحقوه "بِما كانُوا يُفْسِدُونَ"
٨٨ غيرهم مرّ ما فيها في الآية ٢٥ المارة فراجعها "وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ" من الأمم السابقة "شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ" لأن كل نبي


الصفحة التالية
Icon