"قُلْ" يا سيد الرسل لهؤلاء الكفرة المعترضين علينا رجما بالغيب المتهمين جنابك بالافتراء إن ما نتلوه عليكم "نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ" جبريل عليه السلام وأضيف إلى القدس أي الطهر كإضافة حاتم الجود وطلحة الخير إضافة بيانية، أي الروح المقدس "مِنْ رَبِّكَ" نزل به عليك "بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ" به "الَّذِينَ آمَنُوا" على إيمانهم فيزدادوا يقينا به "وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ" ١٠٢ وفي هذه الجملة تعريض بحصول أضداد هذه الخصال لغير المسلمين، واعلم أن من قال بعدم
وجود النسخ في القرآن كأبي مسلم الأصفهاني وغيره ممن ذكرناه في بحث الناسخ والمنسوخ في المقدمة قال إن هذا التبديل المشار إليه في هذه الآية هو لبعض الأحكام المبينة في التوراة وغيرها من الكتب القديمة، وهو من سنة اللّه القائل على لسان رسوله عيسى بن مريم (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) الآية ٥١ من آل عمران الآتية في ج ٣ والآية ٤٤ من سورة الزخرف المارة.
ومن قال بالنسخ قال هو كتبديل استقبال القبلة بالكعبة وما يضاهي ذلك.