"إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا" السيئات واجتنبوا التعدي في القصاص وغيره وراقبوا ربهم في كل أمورهم مع خالقهم وخلقه "وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ" ١٢٨ لأنفسهم ولغيرهم العافين عن الناس الكاظمين الغيظ ومن كان اللّه معه فهو آمن في الدنيا والآخرة، قال بعض الكمل : كمال الطريق الموصل إلى اللّه صدق مع الحق، وخلق مع الخلق، وكمال الإنسان ان يعرف الحق لذاته والخير ليعمل به، فإذا أردت أيها الإنسان العاقل أن يكون اللّه معك بالعون والفضل والرحمة فكن مع المتقين الصادقين المحسنين ومنهم، فهؤلاء الذين أمرنا اللّه بمخالطتهم، قال تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) الآية ١٥٢ من سورة التوبة في ج ٣، وقال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) الآية ٢ من العلاق في ج ٣، وقال تعالى (مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) الآية ٩٢ من يوسف المارة.
واعلم أن ترك الإساءة من الإحسان بل إحسان وزيادة، قيل ترك الإساءة إحسان وإجمال.
هذا واللّه أعلم، واستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن تبعهم بإحسان أجمعين، وسلم تسليما كثيرا، والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٢١٠ ـ ٢٦٣﴾


الصفحة التالية
Icon