فصل فى التعريف بالسورة الكريمة


قال الشيخ محمد أبو زهرة :
سورة النحل مكية، وعدد آياتها ١٢٨ ثمان وعشرون ومائة، وسميت النحل
لذكر النحل فيها فى قوله تعالى :( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨).
وهى كالسور المكية تتجه إلى إثبات التوحيد مما خلق من أرض وسماء وأحياء، وتأكيد للبعث والنشور، وإبطال عبادة الأوثان، وما اقترن بعبادة الأوثان من وأد البنات.
وابتدئت بتكيد عذاب الله لمن يشرك وأنه نازل به لا محالة، وأنه سبحانه ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده، وإن فى ذلك إثبات الرسالة الإلهية تجىء على لسان البشر.
وقد أثبت من بعد ذلك قدرته سبحانه فى خلق السموات والأرض وخلق الإنسان من نطفة، فإذا هو خصيم مبين مشيرا إلى مدرجه فى التكوين، حتى يصير ذا لسان يجادل به، وعقل يفكر به.
وذكر نعمة الله تعالى على الإنسان بخلق الأنعام يتخذ منها أسباب الدفء من ملابس ومساكن، ومنافع فى ركوبها، الانتقال بها من أرض إلى أرض، ومنها تأكلون، ( وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٧) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨).


الصفحة التالية
Icon