وقد وجه سبحانه الأنظار إلى خلق الإنسان لا يعلم شيئا ثم جعل له السمع والأبصار والأفئدة رجاء أن يشكروا فكفروا، ثم وجه سبحانه الأنظار إلى خلق الطير صافات، كما وجه إلى خلق السموات والأرض والأنعام والخيل والبغال وقال :(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٧٩)
ووجه الأنظار إلى البيوت التى يسكن إليها، ( وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم، وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم وكل هذه نعم ليشكروها فكفروها، وينبه النبى ( ﷺ ) أن عليه البلاغ فقط، (فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون،
وقد أنذر سبحانه وتعالى :(ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون )، وذكر سبحانه بعد ذلك حال المشركين مع الأوثان يوم القيامة ثم أسلموا أنفسهم لله ( وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون، وبين سبحانه وتعالى مقام النبوة المحمدية يوم القيامة، فيقول :( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩).
ويبين الله تعالى لب الإسلام وغايته، فيتول :( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠).
ويدعو الله إلى الوفاء بالعهد، وينهى عن نكث العهد، ويبين أن العهد قوة، ونكث العهد نكث للقوة، وجعلها أنكاثا، وأنه لا يصح أن يكون الرغبة فى الكثرة فى الأرض، والقوة سببا للنقص، ولا تتخذوا (أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة


الصفحة التالية
Icon