وبين من بعد ذلك المحرمات، وهى خبائث تفسد الأجسام، وإن التحليل والتحريم من الله وحده ؟ ولذا قال سبحانه :( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١٧).
ثم بين أن هذه المحرمات كانت على الذين هادوا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، وأشار سبحانه إلى أن باب التوبة مفتوح ( لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٩).
ذكر الله سبحانه وتعالى العرب بما كان يتحلى به إبراهيم، وهو جدهم الذى يتشرفون بالنسب إليه فقال :( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٢١) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢)، ثم خاطب النبى ( ﷺ ) بأن دينه هو ملة إبراهم ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ).
وأشار سبحانه إلى أن تحريم السبت كان على اليهود الذين اختلفوا فيه ولم يكن على غيرهم.
وبين سبحانه طرائق الدعوة إلى الحق، وأشار إلى العقاب دفاعا عن الخير
فقال :( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨).
وهذه الآيات أشبه بأن تكون مدنية، والله سبحانه وتعالى أعلم. أ هـ ﴿زهرة التفاسير صـ ٤١٢٠ ـ ٤١٢٧﴾


الصفحة التالية
Icon