يقولون : له وجه يصف الجمال، وعين تصف السحر، يريدون أنه جميل وأن عينه تفتن من رآها، لأنه لما كان وجهه منشأ للجمال وعينه منبعا للفتنة والسحر كان كل منهما كأنه إنسان عالم بكنههما محيط بحقيقتهما يصفهما للناس أجمل وصف ويعرفهما أتم تعريف وعلى هذا الأسلوب جاء قوله تعالى : ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب، إذ جعل الكذب كأنه حقيقة مجهولة، وكلامهم الكذب يشرح تلك الحقيقة ويوضحها، كأن ألسنتهم لكونها موصوفة بالكذب هى حقيقته ومنبعه الذي يعرف منه، وعليه قول أبى العلاء المعرّى :
سرى برق المعرّة بعد وهن فبات برامة يصف الكلالا
أي إن سرى ذلك البرق يصف الكلال والإعياء.
لتفتروا : أي لتكون العاقبة ذلك، والجهالة هنا : الطيش وعدم التدبر فى العواقب.
الأمة : الجماعة الكثيرة، وسمى إبراهيم أمة لأنه قد جمع من الفضائل والكمالات ما لو تفرّق لكفى أمة، ألا ترى أبا نواس إذ يقول لهرون الرشيد مادحا :
وليس على اللّه بمستنكر أن يجمع العالم فى واحد
والقانت : المطيع للّه القائم بأمره، والحنيف : المائل عن الدين الباطل إلى الدين الحق، واجتباه : اختاره واصطفاه، والحسنة : هى محبة أهل الأديان جميعا له إجابة لدعوته لربه " واجعل لى لسان صدق فى الآخرين " وجعل السبت لليهود : فرض تعظيمه والتخلي فيه للعبادة وترك الصيد، والحكمة : المقالة المحكمة المصحوبة بالداليل الموضّح للحق المزيل للشبهة، والموعظة الحسنة : الدلائل الظنية المقنعة للعامة، والجدل :
الحوار والمناظرة لإقناع المعاند، والعقاب فى أصل اللغة : المجازاة على أذى سابق ثم استعمل فى مطلق العقاب، والضيق (بفتح الضاد وكسرها) الغم وانقباض الصدر. أ هـ ﴿تفسير المراغى حـ ١٤ صـ ٥١ ـ ١٥٨﴾. باختصار.


الصفحة التالية
Icon