والزلزلة والخسف ٢٥ - وقوله جل وعز وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا
قال قوم ذم الله هؤلاء الذين جعلوا شركهم عن مشيئته وقال قوم من قال هذا فقد كفر قال أبو جعفر هذا غلط في التأويل ولا يقبل في التفسير على أنهم قالوا هذا على جهة الهزء كما قال قوم شعيب لنبيهم إنك لأنت الحليم الرشيد أي إنك أنت الحليم الرشيد على قولك وقد تبين هذا بقوله إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وفي قراءة أبي فإن الله لا هادي لمن أضل الله وهو شاهد لمن قرأ لا يهدي وهي القراءة البينة كما قال وما توفيقي إلا بالله وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ لا يهدي من يضل وأحسن ما قيل في هذا ما رواه أبو عبيد عن الفراء أنه يقال هدى يهدي بمعنى اهتدى يهتدي قال تعالى أمن لا يهدي إلا أن يهدي بمعنى يهتدي
قال أبو عبيد ولا نعلم أحدا روى هذا غير الفراء وليس بمتهم فيما يحكيه قال أبو جعفر حكى لي عن محمد بن يزيد كأن معنى
لا يهدي من يضل من علم ذلك منه وسبق له ذلك عنده قال ولا يكون يهدي بمعنى يهتدي إلا أن تقول يهدي أو يهدي ٢٦ - وقوله جل وعز ليبين لهم الذي يختلفون فيه يحتمل معنيين أحدهما أن يكون متعلقا بفعل محذوف دل عليه جملة الكلام وهو أن يكون المعنى بل يبعثهم ليبن لهم الذي يختلفون فيه والقول الآخر أن يكون متعلقا بقوله ولقد بعثنا في كل أمة رسولا فيكون المعنى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين ٢٧ - وقوله جل وعز والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا