وقرأ الجحدري أم يدسها في التراب يردها على قوله بالأنثى ويلزمه أن يقرأ أيمسكها وقرأ عيسى بن عمر أيمسكه على هوان وقال هوان وهون واحد وقرأ الأعمش أيمسكه على سوء وحكى أبو عبيد عن الكسائي قال في لغة قريش الهون والهوان بمعنى واحد وقال لغة بني تميم يجعل الهون مصدر الشئ الهين ٤٦ - ثم قال جل وعز ألا ساء ما يحكمون
لأنهم جعلوا لله البنات وهم يكرهونها هذه الكراهية ٤٧ - ثم قال جل وعز للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وروى سعيد عن قتادة قال المثل الأعلى الإخلاص والتوحيد و المعنيان واحد أي لله جل وعز التوحيد ونفى كل معبود دونه ٤٨ - وقوله جل وعز ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة أي على الأرض ولم يجر لها ذكر لأنه قد عرف المعنى
٤٩ - وقوله جل وعز ويجعلون لله ما يكرهون
يعني البنات ثم قال تعالى وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى قال مجاهد هو قولهم لنا البنون وقال غيره الحسنى الجنة ٥٠ - ثم قال جل وعز لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون وقيل لا رد لكلامهم وجرم بمعنى وجب وحق قال أبو جعفر وقد استقصينا القول فيه ٥١ - ثم قال تعالى وأنهم مفرطون
كذا قرأ الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير بفتح الراء والتخفيف واختلفوا في تفسيره فقال الحسن مفرطون معجلون إلى النار وقال هشيم أخبرنا أبو بشر وحصين عن سعيد ابن جبير وأنهم مفرطون قال متروكون منسيون وروى ابن جريح عن مجاهد قال مفرطون منسيون قال أبو جعفر وقول الحسن أشهر في اللغة وأعرف وحكى أهل اللغة هو فارط وفرط وفي حديث النبي (ص)
أنا فرطكم على الحوض أي متقدمكم إليه حتى تردوا على وأفرطته غير إذا قدمته وأنشد جماعة من أهل اللغة