هذه آية مشكلة تحتاج إلى تدبر قال قتادة الدخل الخيانة وقال غيره المعنى لا تحلفوا أو تؤكدوا عليكم الأيمان ثم تحنثوا فتكونوا كامرأة غزلت غزلا فأبرمته وقد وأحكمته ثم نقضته والأنكاث علي ما نقض من الخز والوبر وغيرهما ليغزل ثانية ومنه قيل ناكث وروى في التفسير أن امرأة يقال لها ربطة ابنة سعد كانت تغزل بمغزل كبير فإذا أبرمته وأتقنته أمرت جارتها فنقضته حتى
قال الضحاك في قوله تعالى أن تكون أمة هي أربى من أمة أي أكثر قال فأمروا بوفاء العهد وإن كانوا كثيرا وروى ابن أبى نجيح عن مجاهد قال كانوا يحلفون القوم ويعاهدونهم تعالى فإذا علموا أن غيرهم أكثر منهم وأقوى نقضوا عهدهم وحالفوا غيرهم فنهاهم الله جل ذكره عن ذلك والمعنى عند أهل اللغة لأن تكون أمة وبأن تكون أمة هي أربى من أمة أي هي أغنى وأكثر أي لا تعاهدوا قوما فإذا أمنوا نقضتم العهد ليكون أصحابكم أغنى وأقوى ٨٧ - وقوله جل وعز من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون روى عن أبن عباس أنه قال الحياة الطيبة الرزق الحلال ثم
يصير إلى الله فيجزية فإن أجره بأحسن ما كان يعمل وروى عن ابن عباس رواه الحكم عن عكرمة عنه أنه قال الحياة الطيبة القناعة وروى ابن كثير عن سعيد بن جبير في قوله تعالى فلنحيينه حياة طيبة قال في الآخرة يحييه حياه طيبة وروى عوف عن الحسن ليس لأحد حياة طيبة إلا في الجنة ٨٨ - وقوله جل وعز فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم


الصفحة التالية
Icon