والدثر الكثير، ويقال : أراح الماشية ردها بالعشيّ من المرعى، وسرحها يسرحها سرحاً وسروحاً أخرجها غدوة إلى المرعى، وسرحت هي يكون متعدياً ولازماً، وأكثر ما يكون ذلك أيام الربيع إذا سقط الغيث وكبر الكلأ وخرجوا للنجعة.
وقدم الإراحة على السرح لأنّ الجمال فيها أظهر إذا أقبلت ملأى البطون، حافلة الضروع، ثم أوت إلى الحظائر، بخلاف وقت سرحها، وإن كانت في الوقتين تزين الأفنية، وتجاوب فيها الرغاء والثغاء، فيأتنس أهلها، وتفرح أربابها وتجلهم في أعين الناظرين إليها، وتكسبهم الجاه والحرمة لقوله تعالى :﴿ المال والبنون زينة الحياة الدنيا ﴾ وقوله تعالى :﴿ زُين للناس حب الشهوات ﴾ ثم قال تعالى :﴿ والأنعام والحرث ﴾ وقرأ عكرمة والضحاك والجحدري : حيناً فيهما بالتنوين، وفك الإضافة.
وجعلوا الجملتين صفتين حذف منهما العائد كقوله :﴿ واتقوا يوماً لا تجزى ﴾ ويكون العامل في حيناً على هذا، إمّا المبتدأ لأنه في معنى التجمل، وإما خبره بما فيه من معنى الاستقرار. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon