والصدق ضد الكذب، وهو من أعدل العدل وأقوم القصد، والصدق : الشدة، إذ بها يمتحن الصادق من الكاذب، ومنه رجل صدق، أي يصدق ما يعزم عليه أو يقوله بفعله، فهو شديد العزم سديد الأمر، والصديق - كأمير : الحبيب الذي يصدق قوله في الحب بفعل، والمصادقة والصداق - بالكسر : المخالة كالتصادق، والصيدق - كصقيل : الأمين - لأنه مصدق في قوله، والملك - لأن محله يقتضي الصدق لعدم حاجته إلى الكذب، والقطب - لأنه أصدق النجوم دلالة لثباته، وقال أبو عبد الله القزاز : هو اسم للسها، وهو النجم الخفي الذي مع بنات نعش، والصدق - بالفتح : الصلب المستوي من الرماح - لأنه صدق ظن الطاعن به، وكذا من الرجال، والكامل من كل شيء، ورجل صدق اللقاء والنظر، ومصداق الشيء : ما يصدقه، وشجاع ذو مصدق - كمنبر : صادق الحملة، أي شديدها، والصدقة - محركة : ما أعطيته في ذات الله لأنها تصدق دعوى الإيمان لدلالتها على شدة العزم فيه، والصدقة - بضم الدال وسكونها : مهر المرأة لأنه يصدق العزم فيه وكسكيت : الكثير الصدق، وصدقت الله حديثاً إن لم أفعل كذا - يمين لهم، أي لا صدقت، وفعله غب صادقة، أي بعد ما تبين له الأمر، وصدقه تصديقاً - ضد كذبه، والوحشي : عدا ولم يلتفت لما حمل عليه، والمصدق - كمحدث : آخذ الصدقات، والمتصدق : معطيها.
ولما كان أكثر الخلق ضالاً، كان ربما توهم متوهم أنه خارج عن الإرادة، فنفي هذا التوهم بقوله - عطفاً على ما تقديره : فمن شاء هداه قصد السبيل، ومن شاء أسلكه الجائر، وهو قادر على ما يريد من الهداية والإضلال - :﴿ولو شاء﴾ هدايتكم ﴿لهداكم أجمعين﴾ بخلق الهداية في قلوبكم بعد بيان الطريق القصد، ولكنه لم يشأ ذلك فجعلكم قسمين.


الصفحة التالية
Icon