ولقائل أن يقول : لا نسلم أنه تعالى هو الذي أنبتها ولم لا يجوز أن يقال : إن هذه الأشياء إنما حدثت وتولدت بسبب تعاقب الفصول الأربعة وتأثيرات الشمس والقمر والكواكب ؟ وإذا عرفت هذا السؤال فما لم يقم الدليل على فساد هذا الاحتمال لا يكون هذا الدليل تاماً وافياً بإفادة هذا المطلوب، بل يكون مقام الفكر والتأمل باقياً، فلهذا السبب ختم هذه الآية بقوله :﴿لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٩ صـ ١٨٤ ـ ١٨٨﴾
فائدة
قال محمد بن أبى بكر الرازى :
فإن قيل : كيف قال الله تعالى فى وصف ماء السماء :﴿ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾ ولم يقل :" كل الثمرات " مع أن كل الثمرات تنبت بماء السماء ؟
قلنا : كل الثمرات لا تكون إلا فى الجنة، وإنما ينبت فى الدنيا بعض منها أنموذجا وتذكرة، فالتبعيض بهذا الاعتبار، فيكون المراد بالثمرات ما هو أعم من ثمرات الدنيا. أ هـ ﴿تفسير الرازى صـ ٢٥٧﴾