واعلم أن وجه التجمل بها أن الراعي إذا روحها بالعشي وسرحها بالغداة تزينت عند تلك الإراحة والتسريح الأفنية، وتجاوب فيها الثغاء والرغاء، وفرحت أربابها وعظم وقعهم عند الناس بسبب كونهم مالكين لها.
فإن قيل : لم قدمت الإراحة على التسريح ؟
قلنا : لأن الجمال في الإراحة أكثر.
لأنها تقبل ملأى البطون حافلة الضروع، ثم اجتمعت في الحظائر حاضرة لأهلها بخلاف التسريح، فإنها عند خروجها إلى المرعى تخرج جائعة عادمة اللبن ثم تأخذ في التفرق والإنتشار، فظهر أن الجمال في الإراحة أكثر منه في التسريح. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٩ صـ ١٧٨ ـ ١٨٢﴾


الصفحة التالية
Icon