﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ﴾ تقدّم معناه في البقرة.
﴿ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ ﴾ أي مما تمنّوه وأرادوه.
﴿ كَذَلِكَ يَجْزِي الله المتقين ﴾ أي مثل هذا الجزاء يجزي الله المتقين.
﴿ الذين تَتَوَفَّاهُمُ الملائكة طَيِّبِينَ ﴾ قرأ الأعمش وحمزة "يتوفاهم الملائكة" في الموضعين بالياء، واختاره أبو عبيد ؛ لما روي عن ابن مسعود أنه قال : إن قريشاً زعموا أن الملائكة إناث فذكِّروهم أنتم.
الباقون بالتاء ؛ لأن المراد به الجماعة من الملائكة.
و﴿ طَيِّبِينَ ﴾ فيه ستة أقوال : الأوّل "طَيِّبِين" طاهرين من الشرك.
الثاني صالحين.
الثالث زاكية أفعالهم وأقوالهم.
الرابع طيبين الأنفس ثقةً بما يلقونه من ثواب الله تعالى.
الخامس طيبة نفوسهم بالرجوع إلى الله.
السادس "طيبين" أن تكون وفاتهم طيّبة سهلة لا صعوبة فيها ولا ألم ؛ بخلاف ما تقبض به روح الكافر والمخلط.
والله أعلم.
﴿ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ﴾ يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون السلام إنذاراً لهم بالوفاة.
الثاني أن يكون تبشيراً لهم بالجنة ؛ لأن السلام أمان.
وذكر ابن المبارك قال : حدّثني حَيْوَة قال أخبرني أبو صخر عن محمد بن كعب القُرَظِيّ قال : إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه مَلَك الموت فقال : السلام عليك وَلِيَّ الله، الله يقرأ عليك السلام.
ثم نزع بهذه الآية "الذين تتوفاهم الملائكة طيّبِين يقولونَ سلام عليكم".
وقال ابن مسعود : إذا جاء ملك الموت يقبض روح المؤمن قال : ربّك يقرئك السلام.
وقال مجاهد : إن المؤمن ليبَشَّر بصلاح ولده من بعده لتَقَرّ عينه.
وقد أتينا على هذا في ( كتاب التذكرة ) وذكرنا هناك الأخبار الواردة في هذا المعنى، والحمد لله.
وقوله :﴿ ادخلوا الجنة ﴾ يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون معناه ابشروا بدخول الجنة.
الثاني أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة.
﴿ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ يعني في الدنيا من الصالحات. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٠ صـ ﴾