ولما كانت سنة الله قديمة ببعثة الرسل إلى الأمم الكافرة المكذبة كان قول هؤلاء لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا جهلاً منهم، لأنهم اعتقدوا أن كون الأمر كذلك يمنع من جواز بعثه الرسل وهذا الاعتقاد باطل فلا جرم استحقوا عليه الذم والوعيد.
وأما قوله تعالى ﴿ ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ يعني الوصيلة والسائبة والحام.
والمعنى : فلولا أن الله رضيها لنا لغير ذلك ولهدانا إلى غيره ﴿ كذلك فعل الذين من قبلهم ﴾ يعني أن من تقدم هؤلاء من كفار مكة ومن الأمم الماضية كانوا على هذه الطريقة، وهذا الفعل الخبيث فإنكار بعثة الرسل كان قديماً في الأمم الخالية ﴿ فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ﴾ يعني ليس إليهم هداية أحد إنما عليهم تبليغ ما أرسلوا به إلى من أرسلوا إليه. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon