وقال الثعالبى :
قوله تعالى :﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ ﴾ : هذه الآيةُ ردٌّ على كفَّار قريش الذين استبعدوا أنْ يبعث اللَّه بشراً رسولاً، ثم قال تعالَى :﴿ فاسئلوا ﴾، أي : قلْ لهم :﴿ فاسئلوا ﴾، و ﴿ أَهْلَ الذكر ﴾ ؛ هنا : أحبارِ اليهودِ والنصارَى ؛ قاله ابن عباس وغيره، وهو أظهر الأقوال، وهم في هذه النازِلَةِ خاصَّة إِنما يخبرون بأنَّ الرسُلَ من البَشَر، وأخبارُهم حجَّة على هؤلاء، وقدْ أرسلَتْ قريشٌ إِلى يهودِ يَثْرِبَ يسألونهم ويُسْنِدُون إِليهم.
وقوله :﴿ بالبينات ﴾ : متعلِّق بفعلٍ مضمرٍ، تقديره : أرسلناهم بالبيِّنات، وقالتْ فرقة : الباءُ متعلِّقة ب ﴿ أَرْسَلْنَا ﴾ في أول الآية، والتقدير على هذا : وما أرسلنا من قبلك بالبيِّنات والزُّبُرِ إِلاَّ رجالاً، ففي الآية تقديمٌ وتأخير، و ﴿ الزبر ﴾ : الكُتُبُ المزبورة.
وقوله سبحانه :﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ... ﴾ الآية.