وقال أبو السعود :
﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة ﴾
ممن ذكرت قبائحُهم ﴿ مَثَلُ السوء ﴾ صفةُ السَّوْء الذي هو كالمثَل في القبح وهي الحاجةُ إلى الولد ليقوم مقامَه عند موتهم، وإيثارُ الذكور للاستظهار بهم ووأدُ البنات لدفع العار، وخشيةُ الإملاق المنادي كلَّ ذلك بالعجز والقصورِ والشحِّ البالغ، ووضعُ الموصول موضعَ الضمير للإشعار بأن مدارَ اتصافِهم بتلك القبائح هو الكفرُ بالآخرة ﴿ وَللَّهِ ﴾ سبحانه وتعالى ﴿ المثل الاعلى ﴾ أي الصفةُ العجيبةُ الشأنِ التي هي مثلٌ في العلو مطلقاً، وهو الوجوبُ الذاتيُّ والغِنى المطلقُ والجودُ الواسعُ والنزاهةُ عن صفات المخلوقين، ويدخل فيه علوُّه تعالى عما قالوه علواً كبيراً ﴿ وَهُوَ العزيز ﴾ المنفردُ بكمال القدرة لا سيما على مؤاخذتهم بذنوبهم ﴿ الحكيم ﴾ الذي يفعل كلَّ ما يفعل بمقتضى الحكمةِ البالغةِ وهذا أيضاً من جملة صفاتِه العجيبة تعالى.