والمعنى أن النعم لما كانت كلها ابتداء منه فإن حصل شدة، وضر في بعض الأوقات فلا يلجأ إلا إليه ولا داعي إلا إياه ليكشفها، فإنه هو القادر على كشفها وهو قوله تعالى ﴿ ثم إذا كشف الضر عنكم ﴾ يعني ثم إذا أزال الشدة، والبلاء عنكم ﴿ إذا فريق منكم ﴾ يعني طائفة وجماعة منكم ﴿ بربهم يشركون ﴾ يعني أنهم يضيفون كشف الضر إلى العوائد، والأسباب ولا يضيفونه إلى الله فهذا من جملة شركهم الذي كانوا عليه، وإنما قسمهم فريقين لأن فريق المؤمنين لا يرون كشف الضر إلا من الله تعالى ﴿ ليكفروا بما آتيناهم ﴾ قيل : إن هذه اللام لام كي ويكون المعنى على هذا أنهم إنما أشركوا بالله ليجحدوا نعمه عليهم في كشف الضر عنهم وقيل : إنها لام العاقبة والمعنى عاقبة أمرهم، هو كفرهم بما آتيناهم من النعماء وكشفنا عنهم الضر والبلاء ﴿ فتمتعوا ﴾ لفظه أمر والمراد منه التهديد والوعيد.
يعني : فعيشوا في اللذة التي أنتم فيها إلى المدة التي ضربها الله لكم ﴿ فسوف تعلمون ﴾ يعني عاقبة أمركم إلى ماذا تصير، وهو نزول العذاب بكم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾