ثم قال تعالى :﴿وَرَزَقَكُم مّنَ الطيبات﴾ لما ذكر تعالى إنعامه على عبيده بالمنكوح وما فيه من المنافع والمصالح ذكر إنعامه عليهم بالمطعومات الطيبة، سواء كانت من النبات وهي الثمار والحبوب والأشربة أو كانت من الحيوان، ثم قال :﴿أفبالباطل يُؤْمِنُونَ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما : يعني بالأصنام، وقال مقاتل : يعني بالشيطان، وقال عطاء : يصدقون أن لي شريكاً وصاحبة وولداً :﴿وبنعمت الله هم يكفرون﴾ أي بأن يضيفوها إلى غير الله ويتركوا إضافتها إلى الله تعالى.
وفي الآية قول آخر وهو أنه تعالى لما قال :﴿وَرَزَقَكُم مِّنَ الطيبات﴾ قال بعده :﴿أفبالباطل يؤمنون زبنعمت الله هم يكفرون﴾ والمراد منه أنهم يحرمون على أنفسهم طيبات أحلها الله لهم مثل البحيرة والسائبة والوصيلة ويبيحون لأنفسهم محرمات حرمها الله عليهم وهي الميتة والدم ولحم الخنزير وما ذبح على النصب يعني لم يحكمون بتلك الأحكام الباطلة، وبإنعام الله في تحليل الطيبات، وتحريم الخبيثات يجحدون ويكفرون والله أعلم.
﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٧٣) ﴾