من التلاوة ولا ملت أبدانهم من طول العبادة فأصبح الفريقان وقد ولى الليل بربح وغبن فاعملوا لأنفسكم في هذا الليل وسواده فإن المغبون من غبن خير النيا والآخرة كم من قائم لله تعالى في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته وكم من نائم قد ندم على طول نومه عندما يرى من كرامة الله تعالى للعابدين غدا أخبرنا عمر بن ظفر قال أنبأنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد العزيز بن علي قال حدثنا علي بن عبد الله الصوفي قال حدثني علي بن العباس قال حدثني علي ابن سلمان قال رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النوم فسمعته يقول ( لولا اللذين لهم ورد يقومونا
وآخرون لهم سرد يصومونا
( لد كدكت أرضكم من تحتكم سحرا
لأنكم قوم سوء ما تطيعونا
يا من أعماله كلها إذا تؤملت سقط كم أثبت له عمل فلما عدم الإخلاص سقط يا حاضر الذهن في الدنيا فإذا جاء الدين خلط يجعل همه في الحساب فإذا صلى اختلط يا ساكتا عن الصواب فإذا تكلم لغط يا قريب الأجل وهو يجري من الزلل على نمط يا متكاثف الدرن لم يغسل ولم يمط يا من لا يعظه وهن العظم ولا كلام الشمط أما خط الشيب يضحك في مفرق الرأس إذا وخط أما المقام للرحيل وعلى هذا شرط يا من لا يرعوي ولا ينتهي بل على منهاج الخطيئة فقط يا مثبتا قبيح المعاصي لو تاب لا نكشط أما تميل إلى الصواب أما تترك الغلط يا من إذا قيل له ويحك أقسط قسط إلى كم جور وظلم إلى كم جهل وشطط ويحك بادر هذا الزمان الخالي الملتقط فالصحة غنيمة والعافية لقط فكأنك بالموت قد سل سيفه عليك واخترط أين العزيز في الدنيا أين الغني المغتبط خيم بين القبور وضرب فسطاطه