أيا كثير الشقاق يا قليل الوفاق يا مرير المذاق يا قبيح الأخلاق يا عظيم التواني قد سار الرفاق يا شديد التمادي قد صعب اللحاق إخلاصك معدم وما للنفاق نفاق معاصيك في إدراك والعمر في إمحاق وساعي الأجل مجد كأنه في سباق لا الوعظ يزجرك ولا الموت ينذرك ما تطاق
سجع على قوله تعالى
( التائبون العابدون
سبحان من وفق للتوبة أقواماً ثبت لهم على صراطها أقداماً كفوا الأكف عن المحارم احتراما وأتعبوا في استدراك الفارط عظاماً فكفر عنهم ذنوباً وآثاماً ونشر لهم بالثناء على ما عملوا أعلاما فهم على رياض المدائح بترك القبائح يتقلبون التائبون العابدون كشف لهم سجف الدنيا فرأوا عيوبها وألاح لهم الأخرى فتلمحوا غيوبها وبادروا شمس الحياة يخافون غيوبها وأسبلوا من دموع الأجفان على تلك الأشجان غروبها واشتغلوا بالطاعات فحصلوا مرغوبها وحثهم الإيمان على الخوف فما يأمنون التائبون العابدون