وفي " آدم " ستة أقوال : أرجحها أنه اسم أعجمي لا اشتقاق فيه، ووزنه " فَاعَلَ " كَنَظَائره نحو :" آزر " و" شالخ "، وإنّما مُنعَ من الصَّرف للعلمية والعُجْمة الشخصية.
والثاني : أنه مشتقٌّ من " الأُدْمَةِ "، وهي حُمْرَةٌ تميل إلى السَّوَاد، واختلفوا في الأُدْمَةِ، فزعم " الضَّحاك " أنها السُّمرة، وزعم " النَّضْر " أنها البياض، وأن آدم - عليه الصلاة والسلام - كان أبيض، مأخوذ من قولهم : ناقة أَدْمَاء، إذا كانت بيضاء، وعلى هذا الاشتقاق جمعه " أَدْمٌ " و" أَوَادِمُ " كـ " حُمَرٍ : و" أَحَامِرَ "، ولا ينصرف بوجه.
الثالث : أنه مشتقٌ من أديم الأرض، وهو وجهها.
ومنع من الصَّرف على هَذَيْنِ القولين للوزن والعلميّة.
الرابع : أنه مشتقٌ من أَدِيم أيضاً على هذا الوزن أعني وزن فاعل، وهذا خطأ، لأنه كان يبنغي أن ينصرف، لأن كونه مشتقٌّ من الأُدْمَة، وهو أديم الأرض جمعه " آدَمُون " فيلزم قاشلو هذه المقالة صرفه.
الخامس : أنه عِبْرِيّ من الإدام، وهو التراب.
السّادس : قال " الطبري " : إنه في الأصل فعل رباعي مثل :" أكرم "، وسمي به لغرض إظهار الشيء حتى تعرف جِهَته.
والحاصل أن ادّعاء الاشتقاق فيه بعيد ؛ لأن الأسماء الأعجمية لا يَدْخُلُهَا اشتقاق ولا تصريف.
و" آدم " وإن كان مفعولاً لفظاً فهو فاعل معنى، و" الأسماء " مفعول ثانٍ، والمسألة من باب " أعطى وكَسَا "، وله أحكام تأتي إن شاء الله تعالى.
وقرئ :" عُلَِمَ " مبنياً للمفعول و" آدمُ " رفع لقيامه مقام الفاعل.
و" كُلَّهَا " تأكيد للأسماء تابع أبداً، وقد يلي العوامل كما تقدّم.