قال الحرالي : وفي صيغة تكتمون من الدلالة على تمادي ذلك في كيانهم ما في صيغة تبدون من تمادي بادى ذلك منهم - انتهى. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٩١ ـ ٩٢﴾

فصل


قال الآلوسى :
﴿قَالَ يَا ءادَمُ ءادَمَ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ﴾ نادى سبحانه آدم باسمه العلم كما هو عادته جل شأنه مع أنبيائه ما عدا نبينا ﷺ حيث ناداه ب ﴿يا أيها النبى﴾ [ الأنفال : ٤ ٦ ] و ﴿يا أيها الرسول﴾ [ المائدة : ١ ٤ ] لعلو مقامه ورفعة شأنه إذ هو الخليفة الأعظم، والسر في إيجاد آدم.
ولم يقل سبحانه أنبئني كما وقع في أمر الملائكة مع حصول المراد معه أيضاً، وهو ظهور فضل آدم إبانة لما بين الرتبتين من التفاوت، وإنباء للملائكة بأن علمه عليه السلام واضح لا يحتاج إلى ما يجري مجرى الامتحان وأنه حقيق أن يعلم غيره أو لتكون له عليه السلام منة التعليم كاملة حيث أقيم مقام المفيد وأقيموا مقام المستفيدين منه، أو لئلا تستولي عليه الهيبة فإن إنباء العالم ليس كإنباء غيره.
والمراد بالإنباء هنا الإعلام لا مجرد الإخبار كما تقدم.


الصفحة التالية
Icon