فائدة
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ﴾ أي من قولهم :﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا﴾ حكاه مَكِّي والماوَرْدِيّ.
وقال الزَّهراويّ : ما أبدوه هو بِدارُهم بالسجود لآدم.
﴿وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ قال ابن عباس وابن مسعود وسعيد بن جُبير : المراد ما كتمه إبليس في نفسه من الكبر والمعصية.
قال ابن عطية : وجاء " تكتمون" للجماعة ؛ والكاتم واحد في هذا القول على تجوّز العرب واتساعها ؛ كما يقال لقوم قد جَنَى سَفيهٌ منهم : أنتم فعلتم كذا.
أي منكم فاعله، وهذا مع قصد تعنيف، ومنه قوله تعالى :﴿إَنَّ الذين يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ الحجرات أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ﴾ [ الحجرات : ٤ ] وإنما ناداه منهم عُيَيْنَة، وقيل الأَقْرَع.
وقالت طائفة : الإبداء والمكتوم ذلك على معنى العموم في معرفة أسرارهم وظواهرهم أجمع.
وقال مهدي بن ميمون : كنا عند الحسن فسأله الحسن ابن دِينار ما الذي كتمت الملائكة ؟ قال : إن الله عز وجل لما خلق آدم رأت الملائكة خلقاً عجباً، وكأنهم دخلهم من ذلك شيء، قال : ثم أقبل بعضهم على بعض وأسرُّوا ذلك بينهم، [ فقالوا : و ] ما يهمكم من هذا المخلوق! إن الله لم يخلق خلقاً إلا كنا أكرم عليه منه.
و" ما" في قوله :" ما تبدون" يجوز أن ينتصب ب " أعلم" على أنه فعل، ويجوز أن يكون بمعنى عالم وتنصب به " ما" فيكون مثل حَوَاجّ بيت الله، وقد تقدّم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١ صـ ٢٩٠﴾