وقال الغَزَّالِيُّ بعد كلامٍ له نحو ما تقدَّم لابن رشد : وكما عقل قيامُ طلبِ التعلُّم وإرادته بذات الوالدِ قبل أن يخلق ولده ؛ حتى إذا خلق ولده، وعقل، وخلق اللَّه سبحانه له علْماً بما في قلْب أبيه من الطَّلَب، صار مأموراً بذلك الطلب الذي قام بذاتِ أبيه، ودام وجوده إِلى وقت معرفة ولده، فليعقل قيام الطلب الذي دلَّ عليه قوله عزَّ وجلَّ :﴿فاخلع نَعْلَيْكَ﴾ [ طه : ١٢ ] بذات اللَّه تعالى، ومصير موسى عليه السلامُ سَامِعاً لذلك الكلامِ مخاطَباً به بعد وجوده ؛ إذ خلقت له معرفة بذلك الطلبِ، ومعرفةُ بذلك الكلامِ القديمِ. انتهى بلفظه من " الإحياء". أ هـ ﴿الجواهر الحسان حـ ١ صـ ٤٧ ـ ٤٨﴾


الصفحة التالية
Icon