من فوائد أبى حيان فى الآية
قال رحمه الله :
﴿قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم﴾ : نادى آدم باسمه العلم، وهي عادة الله مع أنبيائه، قال تعالى :﴿يا نوح اهبط بسلام منا﴾ ﴿يا نوح إنه ليس من أهلك﴾ ﴿يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا﴾ ﴿يا موسى إني أنا الله﴾ ﴿ُيا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك﴾، ونادى محمداً نبينا ﷺ وعلى سائر الأنبياء بالوصف الشريف من الإرسال والإنباء فقال :﴿يا أيها الرسول﴾ ﴿يا أيها النبي﴾ فانظر تفاوت ما بين هذا النداء وذاك النداء، والضمير في أنبئهم عائد إلى الملائكة، وفي بأسمائهم عائد على المعروضين على الخلاف السابق.
قال القشيري : من آثار العناية بآدم عليه السلام لما قال للملائكة : أنبئوني، داخلهم من هيبة الخطاب ما أخذهم عنهم، لا سيما حين طالبهم بإنبائهم إياه ما لم تحط بهم علمومهم.
ولما كان حديث آدم رده في الإنباء إليهم فقال :﴿أنبئهم بأسمائهم﴾، ومخاطبة آدم للملائكة لم توجب الاستغراق في الهيبة.
فلما أخبرهم آدم عليه السلام بأسماء ما تقاصرت عنه علومهم، ظهرت فضيلته عليهم فقال :﴿ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات﴾، يعني ما تقاصرت عنه علوم الخلق وأعلم ما تبدون من الطاعات وتكتمون من اعتقاد الخيرية على آدم.
انتهى كلام القشيري.


الصفحة التالية
Icon