وقيل لا يؤذن لهم بالرجوع إلى دار الدنيا فيعتذروا ويتوبوا وقيل : لا يؤذن لهم في معارضة الشهود بل يشهدون عليهم ويقرونهم على ذلك ﴿ ولا هم يستعتبون ﴾ الاستعتاب : طلب العتاب، والمعتبة : هي الغلظة والموجدة التي يجدها الإنسان في نفسه على غيره، والرجل إنما يطلب العتاب من خصمه ليزيل ما في نفسه عليه من الموجدة والغضب، ويرجع إلى الرضا عنه وإذ لم يطلب العتاب منه دل ذلك على أنه ثابت على غضبه عليه، ومعنى الآية : أنهم لا يكلفون أن يرضوا ربهم في ذلك اليوم، لأن الآخرة ليست دار غضبه عليه، ومعنى الآية أنهم لا يكلفون أن يرضوا ربهم في ذلك اليوم لأن الآخرة ليست دار تكليف ولا يرجعون إلى الدنيا فيتوبوا ويرجعوا يرضوا ربهم فالاستعتاب : التعرض لطلب الرضا، وهذا باب مسند على الكفار في الآخرة ﴿ وإذا رأى الذين ظلموا ﴾ يعني ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي ﴿ العذاب ﴾ يعني عذاب جهنم ﴿ فلا يخفف عنهم ﴾ يعني العذاب ﴿ ولا هم ينظرون ﴾ يعني لا يؤخرون ولايمهلون ﴿ وإذا رأى الذين أشركوا ﴾ يعني يوم القيامة ﴿ شركاءهم ﴾ يعني أصنامهم التي كانوا يعبدونها في الدنيا ﴿ قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك ﴾ يعني أرباباً وكنا نعبدهم ونتخذهم آلهة ﴿ فألقوا ﴾ يعني الأصنام ﴿ إليهم ﴾ يعني إلى عابديها ﴿ القول إنكم لكاذبون ﴾ يعني أن الأصنام قالت للكفار : إنكم لكاذبون يعني في تسميتنا آلهة وما دعوناكم إلى عبادتنا.
فإن قلت : الأصنام جماد لا تتكلم فكيف يصح منها الكلام؟.
قلت : لا يبعد أن الله سبحانه وتعالى لما بعثها، وأعادها في الآخرة، خلق فيها الحياة والنطق والعقل حتى قالت ذلك.