وإضافة الشركاء إليهم على هذا القول لكونهم هم الذين جعلوهم شركاء لله.
وقال الحسن : شركاؤهم الشياطين، شركوهم في الأموال والأولاد كقوله تعالى :﴿ وشاركهم في الأموال والأولاد ﴾ وقيل : شركاؤهم في الكفر.
وعلى القول الأول شركاؤهم في أنْ اتخذوهم آلهة مع الله وعبدوهم، أو شركاؤهم في أنْ جعلوا لهم نصيباً من أموالهم وأنعامهم، والظاهر أنّ القول منسوب إليهم حقيقة.
وقيل : منسوب إلى جوارحهم، لأنهم لما أنكروا الإشراك بقولهم :﴿ إلا أن قالوا : والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ أصمت الله ألسنتهم وأنطق جوارحهم.
ومعنى : تدعو، ونعبد قالوا ذلك رجاء أن يشركوا معهم في العذاب، إذ يحصل التأسي، أو اعتذاراً عن كفرهم إذ زين لهم الشيطان ذلك وحملهم عليه، إن كان الشركاء هم الشياطين.
وقال أبو مسلم الأصبهاني.
قالوا : ذلك إحالة هذا الذنب على تلك الأصنام، وظناً أن ذلك ينجيهم من عذاب الله أو من عذابهم، فعند ذلك تكذيبهم تلك الأصنام.
وقال القاضي : هذا بعيد، لأنّ الكفار يعلمون علماً ضرورياً في الآخرة أن العذاب سينزل بهم، ولا نصرة، ولا فدية، ولا شفاعة.
وتقدم الإخبار بأنهم شركاء، والإخبار أنهم كانوا يدعونهم : أي يعبدونهم، فاحتمل التذكيب أن يكون عائداً للإخبار الأول أي : لسنا شركاء لله في العبادة، ولا آلهة نزهوا الله تعالى عن أن يكونوا شركاء له.
واحتمل أن يكون عائداً على الإخبار الثاني وهو العبادة، لما لم يكونوا راضين بالعبادة جعلوا عبادتهم كلا عبادة، أو لما لم يدعوهم إلى العبادة.
ألا ترى أنّ الأصنام والأوثان لا شعور لها بالعبادة، فضلاً عن أن يدعو وإن من عبد من صالحي المؤمنين والملائكة، لم يدع إلى عبادته.
وإن كان الشركاء الشياطين جاز أن يكونوا كاذبين في إخبارهم بكذب من عبدهم، كما كذب إبليس في قوله :