ولما عظم عليهم النقض، وبين أن من أسبابه الزيادة، حذرهم غوائل البطر فقال تعالى :﴿إنما يبلوكم﴾ أي يختبركم ﴿الله﴾ أي الذي له الأمر كله ﴿به﴾ أي يعاملكم معاملة المختبر بالأيمان والزيادة ليظهر للناس تمسككم بالوفاء أو انخلاعكم منه اعتماداً على كثرة أنصاركم وقلة أنصار من نقضتم عهده من المؤمنين " أو غيرهم " مع قدرته سبحانه على ما يريد، فيوشك أن يعاقب بالمخالفة فيضعف القوي ويقلل الكثير ﴿وليبينن لكم﴾ أي إذا تجلى لفصل القضاء ﴿يوم القيامة﴾ مع هذا كله ﴿ما كنتم﴾ أي بجبلاتكم ﴿فيه تختلفون﴾ فاحذروا يوم العرض على ملك الملوك بحضرة الرؤساء والملوك وجميع المعبودات والكل بحضرته الشماء داخرون، ولديه صاغرون، ومن نوقش الحساب يهلك. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٤ صـ ٣٠٣ ـ ٣٠٧﴾