عكرمة أن النبي ﷺ قرأ هذه الآية على الوليد فاستعاده، ثم قال : إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وعن النبي ﷺ :" إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته "
والله أعلم.
المسألة الثانية :
في تفسير هذه الآية، أكثر الناس في تفسير هذه الآية قال ابن عباس في بعض الروايات العدل شهادة أن لا إله إلا الله، والإحسان أداء الفرائض وقال في رواية أخرى : العدل خلع الأنداد والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه وأن تحب للناس ما تحب لنفسك فإن كان مؤمناً أحببت أن يزداد إيماناً، وإن كان كافراً أحببت أن يصير أخاك في الإسلام.
وقال في رواية ثالثة : العدل هو التوحيد والإحسان الإخلاص فيه.
وقال آخرون : يعني بالعدل في الأفعال والإحسان في الأقوال، فلا تفعل إلا ما هو عدل ولا تقل إلا ما هو إحسان وقوله :﴿وَإِيتَآئِ ذِى القربى﴾ يريد صلة الرحم بالمال فإن لم يكن فبالدعاء، روى أبو مسلم عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال :" إن أعجل الطاعة ثواباً صلة الرحم إن أهل البيت ليكونوا فجاراً فتنمى أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم " وقوله :﴿وينهى عَنِ الفحشاء﴾ قيل : الزنا، وقيل : البخل، وقيل : كل الذنوب سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وسواء كانت في القول أو في الفعل، وأما المنكر فقيل : إنه الكفر بالله تعالى، وقيل : المنكر ما لا يعرف في شريعة ولا سنة، وأما البغي فقيل : الكبر والظلم، وقيل : أن تبغي على أخيك.
واعلم أن في المأمورات كثرة وفي المنهيات أيضاً كثرة، وإنما حسن تفسير لفظ معين لشيء معين إذا حصل بين ذلك اللفظ وبين ذلك المعنى مناسبة.