وقيل :﴿ وما ينطق عن الهوى ﴾ وحثاً على الإجماع في قوله ﴿ ويتبع غير سبيل المؤمنين ﴾ وقد رضي رسول الله ( ﷺ ) لأمته اتباع أصحابه، والاقتداء بآثارهم في قوله :" أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " وقد اجتهدوا، وقاسوا، ووطئوا طرق القياس والاجتهاد، فكانت السنة والإجماع والقياس والاجتهاد مستندة إلى تبيين الكتاب، فمن ثم كان تبياناً لكل شيء.
وقوله : وقد رضي رسول الله ( ﷺ ) إلى قوله : اهتديتم، لم يقل ذلك رسول الله ( ﷺ )، وهو حديث موضوع لا يصح بوجه عن رسول الله ( ﷺ ).
قال الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن حزم في رسالته في إبطال الرأي، والقياس، والاستحسان، والتعليل، والقليد ما نصه : وهذا خبر مكذوب موضوع باطل لم يصلح قط، وذكر إسناده إلى البزار صاحب المسند قال : سألتم عما روي عن النبي ( ﷺ ) مما في أيدي العامة ترويه عن رسول الله ( ﷺ ) أنه قال : إنما مثل أصحابي كمثل النجوم أو كالنجوم، بأيها اقتدوا اهتدوا.
وهذا كلام لم يصح عن النبي ( ﷺ )، رواه عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر عن النبي ( ﷺ ).
وإنما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد الرحيم، لأن أهل العلم سكتوا عن الرواية لحديثه.
والكلام أيضاً منكر عن النبي ( ﷺ ) ولم يثبت، والنبي ( ﷺ ) لا يبيح الاختلاف بعده من أصحابه، هذا نص كلام البزار.
قال ابن معين : عبد الرحيم بن زيد كذاب خبيث ليس بشيء.
وقال البخاري : هو متروك، رواه أيضاً حمزة الجزري، وحمزة هذا ساقط متروك.
ونصبوا تبياناً على الحال.
ويجوز أن يكون مفعولاً من أجله.
وللمسلمين متعلق ببشرى ومن حيث المعنى هو متعلق بهدى ورحمة. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon