والظاهر أنّ المراد بقوله : من بعد قوّة أي : شدة حدثت من تركيب قوى الغزل.
ولو قدرناها واحدة القوى لم تكن تنتقض أنكاثاً.
والنكث في اللغة الحبل إذا انتقضت قواه.
وقال مجاهد : المعنى من بعد إمرار قوة.
والدخل : الفساد والدغل، جعلوا الإيمان ذريعة إلى الخدع والغدر، وذلك أن المحلوف له مطمئن، فيمكن الحالف ضره بما يريده.
قالوا : نزلت في العرب كانوا إذا حالفوا قبيلة فجاء أكثر منها عدداً حالفوه وغدروا بالتي كانت أقل.
وقيل : أن تكونوا أنتم أزيد خبراً، فأسند إلى أمة، والمراد المخاطبون.
وقال ابن بحر : الدخل والداخل في الشيء لم تكن منه، ودخلاً مفعول ثان.
وقيل : مفعول من أجله، وأن تكون أي : بسبب أن تكون وهي أربى مبتدأ وخبر.
وأجاز الكوفيون أن تكون هي عماداً يعنون فضلاً، فيكون أربى في موضع نصب، ولا يجوز ذلك عند البصريين لتنكير أمة.
والضمير في به عائد على المصدر المنسبك من أن تكون أي : بسبب كون أمة أربى من أمة يختبركم بذلك.
قال الزمخشري : لينظر أتتمسكون بحبل الوفاء بعهد الله، وما عقدتم على أنفسكم ووكدتم من أيمان البيعة للرسول ( ﷺ )، أم تغترون بكثرة قريش وثروتهم وقوتهم وقلة المؤمنين وفقرهم وضعفهم وليبينن لكم : إنذار وتحذير من مخالفة ملة الإسلام انتهى.
وقيل : يعود على الوفاء بالعهد.
وقال ابن جبير، وابن السائب، ومقاتل : يعود على الكثرة.
قال ابن الأنباري : لما كان تأنيثها غير حقيقي حمل على معنى التذكير، كما حملت الصيحة على الصياح. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾