﴿ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ الله ﴾ أي لا تأخذوا بمقابلة عهدِه تعالى وبَيعةِ رسوله عليه السلام أو آياتِه الناطقة بإيجاب المحافظةِ على العهود والأيمان ﴿ ثَمَناً قَلِيلاً ﴾ أي لا تستبدلوا بها عرَضاً يسيراً وهو ما كانت قريشٌ يعِدّون ضعفةَ المسلمين ويشترطون لهم على الارتداد من حُطام الدنيا ﴿ إِنَّمَا عِنْدَ الله ﴾ عز وجل من النصر والتنعيم والثوابِ الأخرويّ ﴿ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ مما يعِدونكم ﴿ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ أي إن كنتم من أهل العلمِ والتمييزِ، وهو تعليلٌ للنهي على طريقة التحقيقِ كما أن قوله تعالى :﴿ مَا عِندَكُمْ ﴾ تعليلٌ للخيرية بطريق الاستئنافِ أي ما تتمتعون به من نعيم الدنيا وإن جل بل الدنيا وما فيها جميعاً ﴿ يَنفَدُ ﴾ وإن جمّ عددُه، وينقضي وإن طال أمدُه ﴿ وَمَا عِندَ الله ﴾ من خزائن رحمتِه الدنيوية والأخروية ﴿ بَاقٍ ﴾ لا نفادَ له، أما الأخرويةُ فظاهرةٌ وأما الدنيويةُ فحيث كانت موصولةً بالأخروية ومستتبِعةً لها فقد انتظمت في سِمْط الباقيات.


الصفحة التالية
Icon