إذا عرفت هذه المقدمة فنقول : قوله :﴿إِنَّمَا يَفْتَرِى الكذب الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بآيات الله﴾ ذكر ذلك تنبيهاً على أن من أقدم على الكذب فكأنه دخل في الكفر، ثم قال :﴿وأولئك هُمُ الكاذبون﴾ تنبيهاً على أن صفة الكذب فيهم ثابتة راسخة دائمة.
وهذا كما تقول : كذبت وأنت كاذب فيكون قولك وأنت كاذب زيادة في الوصف بالكذب.
ومعناه : أن عادتك أن تكون كاذباً.
المسألة الثانية :
ظاهر الآية يدل على أن الكاذب المفتري الذي لا يؤمن بآيات الله والأمر كذلك، لأنه لا معنى للكفر إلا إنكار الإلهية ونبوة الأنبياء، وهذا الإنكار مشتمل على الكذب والافتراء.
وروي أن النبي ﷺ قيل له : هل يكذب المؤمن ؟ قال :" لا " ثم قرأ هذه الآية، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٠ صـ ٩٤ ـ ٩٦﴾