فصل فى التعريف بالسورة الكريمة
قال الشيخ محمد أبو زهرة :
سورة الإسراء
سورة الإسراء سورة مكية، وعدد آياتها إحدى عشرة ومائة آية، وقد قيل : إنها مكية نزلت بعض آياتها بالمديخة وحى قوله تعالى :( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)
وقوله تعالى :( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (٧٣)
إلى قوله :(وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
وكذلك قوله تعالى :( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨).
وقد ابتدئت السورة الكريمة بذكر خبر الإسراء والإشارة إلى المعراج فى قوله تعالى :(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إئه هو السميع البصير
وذكر سبحانه أن أهل مكة وبيت القدس وغيرهم هم ذرية من حملهم الله مع نوح.
ثم بين سبحانه أنه قضى لبنى إسرائيل أن يفسدوا فى الأرض، ففى الأولى يبعث الله لهم قوما أولى بأس شديد فجاسوأ خلال الديار، ثم يجعل الله تعالى لأهل الإيمان من أتباع محمد ـ ﷺ ـ من رد الكرة عليهم، وأمد الله المؤمنين بأموال وبنين وجعلهم أكثر نفيرا، فإذا جاء وعد المرة الآخرة من فسادهم يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة، وخاطب سبحانه المؤمنين بقوله تعالى :(... لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (٧)