وفي حديث أبي سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه أنه قال لقيصر يحط من قدره صلى الله عليه وسلّم ألا أخبرك أيها الملك عنه خبراً تعلم منه أنه يكذب؟ فقال : وما هو؟ قال : إنه يزعم أنه خرج من أرضنا أرض الحرم فجاء مسجدكم هذا ورجع إلينا في ليلة واحدة فقال بطريق : أنا أعرف تلك الليلة فقال له قيصر : ما أعلمك بها قال : إني كنت لا أبيت ليلة حتى أغلق أبواب المسجد فلما كانت تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير واحد وهو الباب الفلاني غلبني فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني فلم يفد فقالوا إن البناء نزل عليه فاتركوه إلى غد حتى يأتي بعض النجارين فيصلحه فتركه مفتوحاً فلم أصبحت غدوت فإذا الحجر الذي من زاوية الباب مثقوب وإذا فيه أثر مربط الدابة ولم أجد بالباب ما يمنعه من الإغلاق فعلمت أنه إنما امتنع لأجل ما كنت أجده في العلم القديم أن نبياً يصعد من بيت المقدس إلى السماء وعند ذلك قلت لأصحابي : ما حبس هذا الباب الليلة إلا لهذا الأمر.
ولا يخفى أن عدم انغلاق الباب إنما كان ليكون آية وإلا فجبريل لا يمنعه باب مغلق ولا غيره وكذا خرق المربط وربط البراق وإلا فالبراق لا يحتاج إلى الربط كسائر الدواب الدنيوية فإن الله تعالى قد سخره لحبيبه عليه السلام.
ولما استوى عليه السلام على الحجر المذكور قال جبريل : يا محمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين قال :"نعم" قال جبريل : فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن فسلم عليه السلام عليهن فرددن


الصفحة التالية
Icon