قال بعضهم : إنه لم يختلف أحد أنه عرج به صلى الله عليه وسلّم من عند القبة التي يقال لها قبة المعراج عن يمين الصخرة وقد جاء "صخرة بيت المقدس من صخور الجنة" وفيها أثر قدم النبي عليه السلام.
قال أبي بن كعب : ما من ماء عذب إلا وينبع من تحت صخرة بيت المقدس ثم يتفرق في الأرض وهذه الصخرة من عجائب الله فإنها صخرة شعثاء في وسط المسجد الأقصى قد انقطعت من كل جهة لا يمسكها إلا الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ومن تحتها المغارة التي انفصلت من كل جهة فهي معلقة بين السماء والأرض.
قال الإمام أبو بكر بن العربي في شرح الموطأ امتنعت لهيبتها أن أدخل من تحتها لأني كنت أخاف أن تسقط عليّ بالذنوب ثم بعد مدة دخلتها فرأيت العجب العجاب تمشي في جوانبها من كل جهة فتراها منفصلة عن الأرض لا يتصل بها من الأرض شيء ولا بعض شيء وبعض الجهات أشد انفصالاً من بعض.
قال بعضهم : بيت المقدس أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً وباب السماء الذي يقال له : مصعد الملائكة يقابل بيت المقدس أي : ولهذا أسري به عليه السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليحصل العروج مستوياً من غير تعويج.
يقول الفقير رقاه الله القدير إلى معرفة سر المعراج المنير : لعل وجه الإسراء إلى بيت المقدس هو التبرك بقدمه الشريفة لكون مدينة القدس ومسجدها متعبد كثير من الأنبياء ومدفنهم لا لأنه يحصل العروج مستوياً فإن ذلك من باب قياس الغائب على الشاهد وتقدير الملكوت بالملك إذ الأرواح الطيبة وألطفها
النبي عليه السلام بجسمه وروحه لا حائل لهم واعتبار الاستواء والتعويج من باب التكلف الذي لا يناسب حال المعراج.
وقد ثبت أن عيسى عليه السلام سينزل إلى المنارة البيضاء الدمشقية ولم يعهد أنها حيال باب السماء فالجواب العقلي لا يتمشى ههنا.


الصفحة التالية
Icon