وقال قتادة ومقاتل : قبل الهجرة بعام.
وقالت عائشة بعام ونصف في رجب.
وقيل في سبع عشرة من ربيع الأول والرسول عليه السلام ابن إحدى وخمسين سنة وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً.
وعن ابن شهاب بعد المبعث بسبعة أعوام.
وعن الحربي ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة، والمتحقق أن ذلك كان بعد شق الصحيفة وقبل بيعة العقبة، ووقع لشريك بن أبي نمر في الصحيح أن ذلك كان قبل أن يوحى إليه، ولا خلاف بين المحدثين أن ذلك وهم من شريك.
وحكى الزمخشري عن أنس والحسن أنه كان قبل المبعث.
وقال أبو بكر محمد بن عليّ بن القاسم الرعيني في تاريخه : أسري به من مكة إلى بيت المقدس وعُرِّج به إلى السماء قبل مبعثه بثمانية عشر شهراً، " ويروى أنه كان نائماً في بيت أم هانىء بعد صلاة العشاء، فأسري به ورجع من ليلته وقص القصة على أم هانىء وقال :"مثل لي النبيون فصليت بهم".
وقام ليخرج إلى المسجد فتشبثت أم هانىء بثوبه فقال :"ما لك"؟ قالت : أخشى أن يكذبك قومك إن أخبرتهم، قال :"وإن كذبوني" فخرج فجلس إليه أبو جهل فأخبره رسول الله ( ﷺ ) بحديث الإسراء.
فقال أبو جهل : يا معشر بني كعب بن لؤي هلم فحدثهم فمن بين مصفق وواضع يده على رأسه تعجباً وإنكاراً، وارتد ناس ممن كان آمن به وسعى رجال إلى أبي بكر فقال : إن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا : أتصدقه على ذلك؟ قال : إني لأصدقه على أبعد من ذلك، فسمي الصدِّيق رضي الله تعالى عنه.
ومنهم من سافر إلى المسجد الأقصى فاستنعتوه، فجلى له بيت المقدس فطفق ينظر إليه وينعته لهم، فقالوا : أما النعت فقد أصاب فقالوا : أخبرنا عن عيرنا، فأخبرهم بعدد جمالها وأحوالها وقال :"تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق" فخرجوا يشتدّون ذلك اليوم نحو الثنية.
فقال قائل منهم : والله هذه الشمس قد شرقت.


الصفحة التالية
Icon