قال الإمام الدميري : إن بعض الأولياء سأل الله تعالى أن يريه كيف يأتي الشيطان ويوسوس فأراه الحق هيكل الإنسان في صورة بلور وبين كتفيه شامة سوداء كالعش والوكر فجاء الخناس يتحسس من جميع جوانبه وهو في صورة خنزير له خرطوم كخرطوم الفيل فجاء من بين الكتفين فأدخل خرطومه قبل قلبه فوسوس إليه فذكر الله تعالى فخنس وراءه ولذلك سمي بالخناس لأنه ينكص على عقبيه مهما حصل نور الذكر في القلب ولهذا السر الإلهي كان عليه السلام يحتجم بين كتفيه ويأمر بذلك ووصاه جبريل بذلك لتضعيف مادة الشيطان وتضييق مرصده لأنه يجري وسوسته مجرى الدم ولذلك كان خاتم النبوة بين كتفيه إشارة إلى عصمته من وسوسته لقوله :"أعانني الله عليه فأسلم" أي : بالختم الإلهي أيده به وخصه وشرفه وفضله بالعصمة الكلية فأسلم قرينه وما أسلم قرين آدم فوسوس إليه لذلك.
ـ والمرة الثانية : ـ عند مجيىء الوحي في بلوغه سن أربعين ليحصل له التحمل لأعباء الرسالة.
ـ والمرة الثالثة : ـ ليلة الإسراء وهو ابن ثنتين وخمسين ليتسع قلبه لحفظ الأسرار الإلهية والكلمات الربانية وجاء جبريل هذه الليلة بدابة بيضاء ومن ثمة قيل لها البراق بضم الموحدة لشدة بريقها أو لسرعتها فهي كالبرق الذي يلمع في الغيم، وهي دابة فوق الحمار دون البغل.


الصفحة التالية
Icon