وكشف له عن حال من يترك الزكاة الواجبة عليه فأتى على قوم على إقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع وهو اليابس من الشوك والزقوم ثمر شجر مر له زفرة قيل : إنه لا يعرف شجره في الدنيا وإنما هو شجر في النار وهي المذكورة في قوله تعالى :﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ﴾ (الصافات : ٦٤) ويأكلون رضف جهنم أي : حجارتها المحماة التي تكون بها فقال :"من هؤلاء يا جبريل" قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم المفروضة عليهم.
وكشف له عن حال الزناة بضرب مثل فأتى على قوم من بين أيديهم لحم نضيج في قدور ولحم نيىء أيضاً في قدور خبيث فجعلوا يأكلون من ذلك النيىء الخبيث ويدعون النضيج الطيب فقال :"ما هذا يا جبريل" قال : هذا الرجل من أمتك يكون عنده المرأة الحلال الطيب فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً فتأتى رجلاً خبيثاً فتبيت عنده حتى تصبح.
وكشف له عن حال من يقطع الطريق بضرب مثال فأتى عليه السلام على خشبة لا يمر بها ثوب ولا شيء إلا خرقته فقال :"من هذه يا جبريل" قال : هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه وتلا ﴿وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ﴾ (الأعراف : ٨٦).
وفيه إشارة إلى الزناة المعنوية وقطاع الطريق عن أهل الطلب وهم الدجاجلة والأئمة المضلة في صورة السادة القادة الأجلة فإنهم يفسدون أرحام الاستعدادات والاعتقادات بما يلقون فيها من نطف خلاف الحق ويصرفون المقلدين عن طريق التحقيق ويقطعون عليهم خير الطريق فأولئك يحشرون مع الزناة والقطاع.
وكشف له عن حال من يأكل الربا أي : حالته التي يكون عليها في دار الجزاء فرأى رجلاً يسبح في نهر من دم يلقم الحجارة فقال :"من هذا" فقال : آكل الربا.


الصفحة التالية
Icon