الأول : المُسْتَثْنَى من الموجب والمقدّم، والمكرر والمنقطع عند " الحجاز " مطلقاً، والواقع بعد " لا يَكُون " و" لَيْسَ " و" ما خَلاَ " و" ما عَدَا " عند غير الجَرْمِيّ ؛ نحو :" قَامَ القَوْمُ إلاَّ زَيْداً "، و" مَا قَامَ إلاَّ زَيْداً القَوْمُ "، و" ما قَامَ أحدٌ إلاّ زَيْداً إلا عَمْراً "، و" قاموا إلاّ حِمَاراً " و" قَامُوا لا يكونُ زيداً " و" مَا خضلاَ ويداً " و" مَا عَدَا زيداً ".
الثاني : المستثنى بـ " غَيْر " و" سِوًى " و" سُوًى " و" سَوَاء ".
الثالث : المستثنى بـ " عَدَا " و" حَاشَا " و" خَلاَ ".
الرابع : المستثنى من غير الموجب ؛ نحو :﴿مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [ النساء : ٦٦ ].
و" إبليس " اختلف فيه، فقيل : إنه اسم أعجمي منح من الصّرف للعلمية والعُجْمة، وهذا هو الصّحيح، قاله " الزَّجاج " وغيره ؛ وقيل : أنه مشتقٌّ من " الإبْلاَس " وهو اليأس من رحمة الله - تعالى - والبعدُ عنها ؛ قال :[ السريع أو الرجز ]
............
وَفِي الْوُجُوهِ صُفْرَةٌ وَإِبْلاَسْ
ووزنه عند هؤلاء :" إِفْعِيل " ؛ واعترض عليهم بأنه كان ينبغي أن يكون منصرفاً، وأجابوا بأنه أِبه الأسماء الأعجميّة لعدم نظيره في الأسماء العربية ؛ ورد عليهم بأنه مثله في العربية كثير ؛ نحو :" إزْمِيل " و" إكْلِيل " و" إغريض " و" إخْرِيط ".
وقيل : لما لم يقسم به أحدٌ من العرب، صار كأنه دَخِيلٌ في لسانهم، فأشبه الأعجمية، وفيه بُعْدٌ.
قوله تعالى :" أَبَى واسْتَكْبَرَ ".
الظاهر أن هاتين الجملتين استئنافيتان لمن قال : فما فعل ؟
والوقف على قوله :" إلاَّ إِبْلِيسَ " تام.
وقال أبو البقاء :" في موضع نصب على الحال من " إبليس " تقديره : ترك السجود كارهاً له ومستكبراً عنه ".