وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :" إن المرأة خُلقت من ضلع في رواية : وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه لن تستقيم لك على طريقة واحدة فإن استمتعت بها استمعت ( بها ) وبها عِوَج وإن ذهبتَ تُقِيمها كَسَرْتَها وكَسْرُها طلاقُها " وقال الشاعر :
هي الضِّلَع العَوجاءُ لستَ تُقيمها...
ألاَ إنّ تقويم الضلوع انكسارها
أتجمع ضَعفاً واقتدارا على الفتى...
أليس عجيباً ضعفُها واقتدارها
ومن هذا الباب استدل العلماء على ميراث الخنثى المُشْكل إذا تساوت فيه علامات النساء والرجال من اللِّحية والثَّدْي والمبال بنقص الأعضاء.
فإن نقصت أضلاعه عن أضلاع المرأة أُعْطيَ نصيب رجل روي ذلك عن عليّ رضي الله عنه لخلق حوّاءَ من أحد أضلاعه، وسيأتي في المواريث بيان هذا إن شاء الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١ صـ ٣٠١ ـ ٣٠٢﴾

فصل


قال الفخر :
اختلفوا في الجنة المذكورة في هذه الآية، هل كانت في الأرض أو في السماء ؟ وبتقدير أنها كانت في السماء فهل هي الجنة التي هي دار الثواب أو جنة الخلد أو جنة أخرى ؟ فقال أبو القاسم البلخي وأبو مسلم الأصفهاني : هذه الجنة كانت في الأرض، وحملا الإهباط على الانتقال من بقعة إلى بقعة كما في قوله تعالى :﴿اهبطوا مِصْرًا﴾ [ البقرة : ٦١ ] واحتجا عليه بوجوه أحدها : أن هذه الجنة لو كانت هي دار الثواب لكانت جنة الخلد ولو كان آدم في جنة الخلد لما لحقه الغرور من إبليس بقوله :﴿هَلْ أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الخلد وَمُلْكٍ لاَّ يبلى﴾ [ طه : ١٢٠ ]، ولما صح قوله :﴿مَا نهاكما رَبُّكُمَا عَنْ هذه الشجرة إِلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخالدين﴾ [ الأعراف : ٢٠ ].
وثانيها : أن من دخل هذه الجنة لا يخرج منها لقوله تعالى :﴿وَمَا هُمْ مّنْهَا بِمُخْرَجِين﴾ [ الحجر : ٤٨ ].


الصفحة التالية
Icon