فصل فى أقوال مردودة وردت في قصة آدم ـ عليه السلام ـ
قال ابن جزى :
اختلفوا في أكل آدم من الشجرة، فالأظهر أنه كان على وجه النسيان لقوله تعالى :[ فنسي ولم نجد له عزماً ] ( طه : ١١٥) وقيل سكر من خمر الجنة، فحينئذ أكل منها، وهذا باطل لأن خمر الجنة لا تسكر وقيل : أكل عمداً (١)، وهي معصية صغرى، وهذا عند من أجاز على الأنبياء الصغائر وقيل : أول آدم أن النهي كان عن شجرة معينة، فأكل من غيرها من جنسها وقيل : لما حلف له إبليس صدقه، لأنه ظن أنه لا يحلف أحد كذباً. أ هـ ﴿التسهيل حـ ١ صـ ٤٤﴾
فائدة
وقال القاسمي ما نصه :" وقال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية وجماعة من المتأخرين الصواب أن آدم - عليه السلام - لما قاسمه عدو الله أنه ناصح، وأكد كلامه بأنواع من التأكيدات : أحدها : القسم، والثاني : الإتيان بجملة اسميه لا فعلية والثالث : تصديرها بأداة التأكيد، الرابع : الإتيان بلام التأكيد في الخبر الخامس : الإتيان به اسم فاعل لا فعلاً دالاً على الحدث، السادس : تقديم المعمول على العامل فيه، ولم يظن آدم أن أحداً يحلف بالله كاذباً يمين غموس، فظن صدقه، وأنه إن أكل منها لم يخرج من الجنة، ورأى أن الأكل، وإن كان فيه مفسدة فمصلحة الخلود أرجح، ولعله يتأتى له استدراك مفسدة اليمين في أثناء ذلك باعتذار أو توبة، كما تجد هذا التأويل في نفس كل مؤمن أقدم على معصية (٢). ا. هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٢ - صـ ٣٢٤، الصواعق المرسلة لابن القيم حـ ١ - صـ ٣٧٥﴾
_______
(١) هذا القول يرده قوله تعالى " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ".
(٢) هذا الجواب الأخير فيه نظر، والأولى استبعاده، فهو إن لم يقدح في عصمة آدم عليه السلام - فإنه على الأقل - يخدش - والأولى تنزيه آدم ـ عليه السلام ـ عن ذلك.