ومنها ما حكاه الطبري حـ١ صـ ٢٣٥ عن وهب بن منبه حيث قال : فناداه ربه يا آدم أين أنت ؟ قال : أنا هنا يارب قال : ألا تخرج قال : أستحي منك يارب قال : ملعونة الأرض التي خلقت منها لعنة يتحول ثمرها شوكاً قال : ولم يكن في الجنة ولا في الأرض شجر كان أفضل من الطلح والسدر ثم قال : يا حواء أنت التي غررت عبدي فإنك لا تحملين جملا إلا حملته كرهاً فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت (١). أهـ.
بل إن هذا الكلام يوحي بأن الله تعالى لم يحسن اختيار الخليقة. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ومنها ما ذكره ابن الجوزي في تفسيره، وغيره من أن جبريل أو بعض الملائكة عنفوا آدم - عليه السلام - وبكتوه على الأكل من الشجرة. ومنها ما ورد عن وهب بن منبه من أن الشجرة المنهي عنها شجرة الخلد.
وقال صاحب الميزان :[ وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ]
ظاهر السياق أنه خطاب لآدم وزوجته وإبليس، وقد خص إبليس وحده بالخطاب في سورة الأعراف حيث قال :[ فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها ] (الأعراف : ١٣) فقوله تعالى :[ اهبطوا ] كالجمع بين الخطابين وحكاية عن قضاء قضى الله به العداوة بين إبليس - لعنه الله - وبين آدم وزوجته وذريتهما وكذلك قضى به حياتهم في الأرض وموتهم فيها وبعثهم منها.
وذرية آدم مع آدم في الحكم كما ربما يستشعر من ظاهر قوله [ فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ] (الأعراف : ٢٥) وكما سيأتي في قوله تعالى [ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ] (الأعراف : ١١) أ هـ ﴿الميزان في تفسير القرآن حـ ١ صـ ١٣٢﴾
_________
(١) - كيف يتفق هذا اللعن للأرض التي خلق منها آدم مع قوله تعالى [ إني جاعل في الأرض خليفة ] وما ذنبها ؟ ؟!!!