وتأخر الأكل على السكنى ليس بلازم.
قوله تعالى :﴿حَيْثُ شِئْتُمَا...﴾.
قال ابن عرفة :/ قالوا : إنه على التوزيع أي يأكل واحد منكما من حيث شاء، لأن الأكل متوقف على اجتماعهما معا على المشيئة لأن المضمرات عندنا كلية ( وصيغة ) الأمر هنا للامتنان، وعبر عنه ابن عطية بالإذن.
قال الشيخ الفخر : إمّا للندب أو الإباحة والظاهر ما قلناه.
قوله تعالى :﴿وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة...﴾.
قال ابن عطية : قال بعض الحذاق : إن الله لما أراد النّهي عن أكل الشجرة نهى عنه بلفظ يقتضي الأكل والقرب منه.
قال ابن عطية : وهذا مثال لسد الذرائع.
قال ابن عرفة : فرق بين سد الذرائع وبين النّهي عن الشيء لأجل غيره وهو النهي عما هو سبب في غيره، فسد الذرائع هو الامتناع مما لم ينه عنه خشية الوقوع في ما نهى عنه، ومنها ( بياعات ) الآجال المختلف فيها التي هي ذريعة للوقوع في المحرم ولولا أنّها مختلف فيها ما كان ذريعة فالذريعة ( هنا ) هو أن يقارب قرب الأكل من الشجرة لأنه نهى عن قرب القرب.
قال ابن الخطيب : والنّهي على الكراهة.
قال ابن عرفة : بل على التحريم لقوله ﴿وعصى ءَادَمُ رَبَّهُ فغوى﴾ والظلم الخروج عن الحد إما بكفر أو ارتكاب أمور أدناها الصّغائر. أ هـ ﴿تفسير ابن عرفة صـ ٢٥٦ ـ ٢٦٠﴾
ومن فوائد ابن كثير فى الآية
قال رحمه الله :
﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥)﴾
يقول الله تعالى إخبارا عما أكرم به آدم : بعد أن أمر الملائكة بالسجود له، فسجدوا إلا إبليس : إنه أباحه الجنة يسكن منها حيث يشاء، ويأكل منها ما شاء رَغَدًا، أي : هنيئًا واسعًا طيبًا.