تعالى منها، وذهب المعتزلة وأبو مسلم الأصفهاني وأناس إلى أنها جنة أخرى خلقها الله تعالى امتحاناً لآدم عليه السلام وكانت بستاناً في الأرض بين فارس وكرمان، وقيل : بأرض عدن، وقيل : بفلسطين كورة بالشام ولم تكن الجنة المعروفة، وحملوا الهبوط على الانتقال من بقعة إلى بقعة كما في ﴿اهبطوا مِصْرًا﴾ [ البقرة : ١٦ ] أو على ظاهره، ويجوز أن تكون في مكان مرتفع قالوا : لأنه لا نزاع في أنه تعالى خلق آدم في الأرض ولم يذكر في القصة أنه نقله إلى السماء ولو كان نقله إليها لكان أولى بالذكر ولأنه سبحانه قال في شأن تلك الجنة وأهلها ﴿لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً إِلاَّ قَلِيلاً سلاما سلاما﴾ [ الواقعة : ٥ ٢، ٦ ٢ ] و ﴿لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ﴾ [ الطور : ٣ ٢ ] ﴿وَمَا هُمْ مّنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ [ الحجر : ٨ ٤ ] وقد لغا إبليس فيها وكذب وأخرج منها آدم وحواء مع إدخالهما فيها على وجه السكنى لا كإدخال النبي ﷺ ليلة المعراج.