فاسم زوج آدم عند العرب حواء واسمها في العبرانية مضطرب فيه، ففي سفر التكوين في الإصحاح الثاني أن اسمها امرأة سماها كذلك آدم قال : لأنها من امرىء أخذت.
وفي الإصحاح الثالث أن آدم دعا اسم امرأته حواء لأنها أم كل حي.
وقال ابن سعد نام آدم فخلقت حواء من ضلعه فاستيقظ ووجدها عنده فقال : أثا أي امرأة بالنبطية، أي اسمها بالنبطية المرأة كما سماها آدم.
وقد تقدم عند قوله تعالى :﴿وعلم آدم الأسماء﴾ [ البقرة : ٣١ ] أن آدم دعا نفسه، إيش، فلعل أثا محرقة عن إشّا.
واسمها بالعبرية ( خمواه ) بالخاء المعجمة وبهاء بعد الألف ويقال أيضاً حيوا بحاء مهملة وألف في آخره فصارت بالعربية حواء وصارت في الطليانية إيا وفي الفرنسية أي.
وفي التوراة أن حواء خلقت في الجنة بعد أن أسكن آدم في الجنة وأن الله خلقها لتؤنسه قال تعالى :﴿وجعل منها زوجها ليسكن إليها﴾ [ الأعراف : ١٨٩ ] أي يأنس.
والأمر في ﴿اسكن﴾ أمر إعطاء أي جعل الله آدم هو وزوجه في الجنة.
والكنى اتخاذ المكان مقراً لغالب أحوال الإنسان.
والجنة قطعة من الأرض فيها الأشجار المثمرة والمياه وهي أحسن مقر للإنسان إذا لفحه حر الشمس ويأكل من ثمره إذا جاع ويشرب من المياه التي يشرب منها الشجر ويروقه منظر ذلك كله، فالجنة تجمع ما تطمح إليه طبيعة الإنسان من اللذات.
وتعريف ( الجنة ) تعريف العهد وهي جنة معهودة لآدم يشاهدها إذا كان التعريف في ( الجنة ) حكاية لما يرادفه فيما خوطب به آدم، أو أريد بها المعهود لنا إذا كانت حكاية قول الله لنا بالمعنى وذلك جائز في حكاية القول.


الصفحة التالية
Icon