والكسائي ﴿ لنسوء ﴾ بنون العظمة فإن الضمير لله تعالى لا يحتمل غير ذلك، وقرأ أبي ﴿ لنسؤن ﴾ بلام الأمر ونون العظمة أوله ونون التوكيد الخفيفة آخره ودخلت لام الأمر على فعل المتكلم كما في قوله تعالى :﴿ وَلْنَحْمِلْ خطاياكم ﴾ [ العنكبوت : ١٢ ] وجواب إذا على هذه القراءة هو الجملة الإنشائية على تقدير الفاء لأنها لا تقع جواباً بدونها، وعن علي كرم الله تعالى وجهه أيضاً ﴿ لنسوءن ﴾ و﴿ ليسوءن ﴾ بالنون والياء أولاً ونون التوكيد الشديدة آخراً، واللام في ذلك لام القسم والجملة جواب القسم سادة مسد جواب إذا ؛ واللام في قوله تعالى :﴿ لِيَسُوءواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ المسجد ﴾ لام كي والجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور قبله وهو متعلق ببعثنا المحذوف غيره فيكون العطف من عطف جملة على أخرى، وعلى القراءة بلام الأمر أو لام القسم فيما تقدم يجوز أن تكون اللام لام الأمر وأن تكون لام كي، والمراد بالمسجد بيت المقدس وهو مفعول يدخلوا، وفي "الصحاح" أن الصحيح في نحو دخلت البيت إنك تريد دخلت إلى البيت فحذف حرف الجر فانتصب البيت انتصاب المفعول به، وتحقيقه في محله ﴿ كَمَا دَخَلُوهُ ﴾ أي دخولاً كائناً كدخولهم إياه ﴿ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ فهو في موضع النعت لمصدر محذوف، وجوز أن يكون حالاً أي كائنين كما دخلوه، و﴿ أَوَّلُ ﴾ منصوب على الظرفية الزمانية، والمراد من التشبيه على ما في "البحر" أنهم يدخلونه بالسيف والقهر والغلبة والإذلال، وفيه أيضاً أن هذا يبعد قول من ذهب إلى أن أولى المرتين لم يكن فيها قتال ولا قتل ولا نهب ﴿ وَلِيُتَبّرُواْ ﴾ أي يهلكوا، وقال قطرب : يهدموا وأنشد قول الشاعر :
وما الناس إلا عاملان فعامل...
يتبر ما يبني وآخر رافع
وقال بعضهم : الهدم إهلاك أيضاً، وأخرج ابن المنذر.
وغيره عن سعيد بن جبير أن التتبير كلمة نبطية.